الخميس، 16 يونيو 2011

"السرد في فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء.. آلياته ودلالاته"

فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء.. آلياته ودلالاته" عن المجلس الأعلى للثقافة في القاهرة،  للباحث والأكاديمي المصرى د.أحمد علوانى.
    ظهر كتاب "فاكهة الخلفاء" لابن عرب شاه فى حقبةٍ تاريخية تميزها تحديات: سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وثقافية. تأثر بها المبدع فى صراعه الأيديولوجى مع القوة والسلطة. وقد حاول د. أحمد علوانى التوصل إلى الدور الفنى الذى قام به الحكي فى عرض وتمثيل
الأوضاع المتردية: سياسياً، واجتماعياً، واقتصادياً؛ وإدارتها فى شكل سرد رمزي؛ عندما يجعل ابن عرب شاه الرموز الحيوانية تطرح التساؤلات؛ تتفق وتختلف؛ تتناقش بصدد موضوعات مختلفة فى مجالات متعددة. ويكتشف المتلقى بعد فترة وجيزة أن المرسل يستدرجه كي يكشف له ما يشوب مجتمعه من: فوضى وانحلال فتختلط بذلك المتعة الخيالية بالحقيقة الواقعية. 
   ويقوم د. أحمد علوانى بالكشف عن باطن السرد ومحاولة التوصل إلى جوانبه الخفية، وكيف يخاطب ابن عرب شاه مستويات مختلفة: سياسية، واجتماعية، وفكرية. من خلال الحكايات الرمزية على ألسنة الحيوانات تارة؛ وعلى ألسنة الطيور تارة أخرى. وبذلك آثرت الدراسة التعمق فى تحليل الحكى مع الارتكاز على الرموز ومحاولة تصنيفها؛ كيف تتوحد وتفترق، كيف تتنوع وتمتزج وكيف تتداخل وتختلط؟.
     في مقدمة الكتاب تناول د. أحمد علوانى أهمية الموضوع والدراسات السابقة ومنهجه وخطته المعتمدة. وفى التمهيد تحدث عن المؤلف ونشأته وثقافته واتصاله بالسلاطين، وعن الواقع السياسى فى عصر المؤلف، وعن تأثر المؤلف بظروف عصره؛ ثم تحدث عن دواعى التأليف أو أسباب اللجوء إلى القصص على لسان الحيوان من كليلة ودمنة حتى فاكهة الخلفاء.
فصول الكتاب جاءت النحو التالي:
    الفصل الأول بعُنوان "الرموز وإنتاج الدلالات السردية". وقسم المؤلف هذا الفصل إلى خمسة محاور: المحور الأول: الترميز بوصفه: آلية فنية، الثاني: سيميائية العُنوان.
الثالث: عن الرمزية الدلالية، وبحث فى المحور الرابع: التنوع الدلالى. وحاول فى المحور الخامس: الاقتراب من الرموز السردية وتحديد تحولاتِهِا المختلفة، وكيف يختلط الرمز بالمرموز إليه، ثم يتطاول المرموز إليه على الرمز.
    أما الفصل الثانى: فقد درس فيه د. أحمد علوانى "مستويات البناء السردى". وقد طرح فى مدخل الفصل إشكالية منطق البنية الذى يحكم الأشكال السردية القديمة والمنطبقة على "فاكهة الخلفاء"؛ ثم تناول: البنية السردية التى تُشكل الهيكل البنائى: (المترابط والمتناسل والمتداخل) للكتاب. وقد برزت فى ثلاث بنيات هى: البنية الإطارية الكبرى،  فالبنية التوالدية المعلقة. ثم البنية التضمينية المعقدة.
    ويرى د. أحمد علوانى أن هذه البنيات تمثل مستويات يتكون منها، أو ينبنى عليها النص السردى كلهُ، ومن خلالها يظهر فى شكل بنية متماسكة غير مفككة.   
    وجاء الفصل الثالث: بعُنوان "أشكال الراوى ووظائفه". وسعى د.أحمد علوانى فى هذا الفصل إلى تقديم أشكال الراوى المختلفة ووظائفه المتعددة. وقد ركز على حضور الكاتب فى عمله مع استخراج القرائن الدالة على كيفية هذا الحضور، وطرقه المتنوعة، كما تتبع أشكال تداخلاته وربطها بالسرد.
    وناقش د.أحمد علوانى فى الفصل الرابع: "الشخصيات ونماذجها". وتناول فيه الشخصيات البارزة فى السرد والأكثر تكراراً.  ويخلص د.أحمد علوانى فى نهاية هذا الفصل إلى أن الشخصيات فى "فاكهة الخلفاء" تعرض نماذج عديدة من حيوانات وطيور وإنس وجن؛ وربما تعكس حِقبة معينة من الدهر بتقلباتها. لكن هذا لا يعنى أنها تتصل بالماضى وتقتصر على تمثيله؛ بل مازالت حية بتأثيرها فى وجدان المتلقين من: المثقفين والباحثين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق